الأرشيف الشهري: مارس 2011

المنفردون قبل وبعد الثورة

كان الشعب المصري يشتكي من انفراد مائة شخص بالسلطة والمال والرأي العام والإعلام ، أما الآن فإننا يجب ان نشتكي وننبه ونحذر بقوة من انفراد نفس العدد تقريبا من الأشخاص بالزن في أذن الرأي العام فيما يعد خطط متخبطة لتوجيه الشعب لأيدولوجيات بعينها لايمثل متحدثوها إلا نسبة ضئيلة من هذه الاتجاهات ، وأحيانا لايمثلون إلا أنفسهم ، وكثيرون منهم من فرط لهفتهم على الإعلام كونهم حديثي عهد به يتركون أنفسهم عرضة لتلاعب إعلاميين محنكين يوجهون الحديث إلى حيث يشاؤون ، وبعضهم يقع نهبا لمذيع فتحت له طاقة الحرية فجأة ، فاهتبل الفرصة بغباء .
هؤلاء وأولئك بالإضافة إلى مدعيي العلم ممن يسمون “رجال الدين” الإسلامي والمسيحي على حد سواء يجب ان يكون للشعب وخصوصا الشباب وقفة حازمة معهم ، ويجب كما أعددنا قوائم العار ان ننشر قوائم المستفيدين من فوضى الحرية التي تؤثر قطعا على الرأي العام بكل مستوياته، فتأثيرهم هذا سيكون قاعدة يبنى عليه فكر أجيال لم تصل بعد للسن الذي يؤهلها لإبداء رأيها ولكنها تنتظر دورها لحمل الأمانة التي تأتي قسرا وجبرا لا بخواطرنا، فحرام علينا ان نحملهم تركة فشلنا في مواجهة المتسلقين على أكتافنا ، الحالمين بالمجد والسلطة والمال ، أقول حرام علينا ان نحمل هذه الأجيال تركة خيبتنا وفشلنا في مواجهة هؤلاء المفسدين فيكفينا أننا تحملنا نتائج فشل الأجيال التي سبقتنا في إدارة حياتهم وحياتنا حتى جاء شباب الأمة ينقدونا مما نحن فيه .

احذر من أننا أمام مجموعة من المخططات الفردية الفاشلة من الحالمين الدين سيدمرون ليس الثورة فحسب ، ولكنهم سيدمرون أحلام الأمة ويجعلون بنيانها قائما على خواء ، يسقط مع أول زلزال بسيط .

لهفة على الوطن .. تدق مسامير في نعش

كأننا نحن المصريون أول من امتلك وطنا ، مازلنا نزايد على بعضنا ونزايد على الوطن ، نتلهف كلنا لمصلحته ، ومن حيث لاندري ندق مسامير في نعش افترضنا أننا صنعناه له ، ولم نعلم أن هذا الوطن تصنع له النعوش منذ فجر التاريخ ومازال لم يمت ، لفظ كل من صنع له نعشا وجاء بغيره ، حتى جئنا نحن نحبه ونعشقه – حتى من كان يكرهه وقع في هواه فجأة- ومع ذلك نفعل مايودي به وبنا مهاوي الردى.
نرى أخطاء غيرنا فنفعل مثلها ولا نستفيد منها لنتفاداها .
نعشق نحن المصريون أن نبهر الدنيا ثم نضيع جهدنا بفهلوة المصري المعهودة ، نجيد التنظير ولا نحسن التنظيم، نطلع الطلعات القوية ثم إذا ما استوى الركب تركنا القياد للتباعين ، نعشق فتح الأبواب الصعبة ثم نقف أمامها لاندخل كما قال الأستاذ هيكل لعمرو واكد .

قمنا بثورة شهد لها القاصي والداني ، وصار ميدان التحرير مزارا لكل من يأتي لقاهرة المعز ، ثم مالبثنا أن ضيعنا جزءا تلو جزء من منجزات بداية الثورة ، فالثورة لم تنتهي بعد ، فما هدم في ثلاثين عاما لايصلحه جهد ثمانية عشر يوما ، خصوصا إذا كانت تلك الأعوام حبلى بمرارات سبعة آلاف عام .

مبارك ومن قبله ربما منذ يوليو 52 لم يدمروا القليل ، وإنما دمروا أول مادمروا هوية الإنسان المصري الفكرية ، ولا أتحدث عن دين أو أيدولوجية ، ولكني أتحدث عن أسلوب فهم وتفكير ، وأسلوب حوار ، أتحدث عن شخصية المصري الفلاح والصياد والتاجر والمجاهد ، تلك الشخصية التي لاتستطيع بحكم بيئتها أن تعمل منفردة بعيدة عن الآخر منفصلة عن الكل .
أول مافرقوا كانت العائلة الكبيرة بعد أن محو فكرة القبيلة ، وهنا لا أدعوا لنعرات ، ولكني اتحسر على قيم فقدناها ، فأبناء العمومة لايلتقون إن التقوا إلا في فرح أو مأتم .
ثم كرسوا بعد ذلك فردية الأخذ وهدموا قيم العطاء ، فصارت المصلحة التي هي بالطبع مقدمة في كل الأحوال- ولا غضاضة في ذلك – صارت هي معيار قبول الآخر ، ومايتعارض مع مصلحتي أصبح في فكر المصري بالضرورة نتاج عداء مع صاحب المصلحة حتى ولو كان الوطن .

ماحدا بي أن أقول ماقلت هو مواقف رأيت حديثا عنها بالأمس.
أولها موقف الإعلاميين من قياداتهم الذي تحدث عنهم بمرارة الدكتور يحيى الجمل ، فعندنا يقول أن في كل مؤسسة تجد كل عشرين شخصا يرفضون عشرين آخرين ،والمؤكد أن كل مجموعة ترفض من بينها مجموعة ممن فيها ، والأكيد أنه لو تمت التصفية بين ثلاثة فالأكيد أنه لن يخرج منهم قائد لأن الآخرين يرفضانه “طمعا” في أن تكون لواحد منهم ، وأنتفت كل معايير الاختيار الأمثل ، لأننا تعودنا أن المعايير المهنية هي آخر مايدفع المرء لمصاف القادة ، ناهيك عن غياب ثقافة الفريق ، خصوصا في ظل غياب القائد المتفق عليه .
الموقف الثاني ، هو ماحدث بكلية الإعلام ، وما انتهى إليه الحال من اعتصام طلاب وإضرابهم عن الطعام مطالبين برحيل عميد الكلية ، وتصميمه على البقاء في منصبه حتى لو اضطر الأمر أن يتعدى على سلامة الجسد ليافعين مالبثوا أن غادروا عش الطفولة البريئة ، كيف لهذا الأستاذ أن يعطي هؤلاء علما يجعلهم في يوم من الأيام أمناء على كلمة تعلي شأن أمة ، وتضع من شأن منافق يهدم هذه الأمة ، كيف سيقف أمامهم موجها ومرشدا ، وكيف سيقود فريق عمل لم ينقلب كله عليه ، ولكن انقلب عليه من هم أقل منهم وهم طلابهم ، الأكيد أن هذا الرجل لم يفكر يوما في ماهية القيادة ، ولم تتعد فكرته عن روح الفريق أكثر مما قرأه في مذكرة دورة من دورات التنمية البشرية.
الموقف الثالث لشخص جلس مجلس العلماء ، أطلق فكاهة سخر فيها باسم الدين من موقف فئة من الشعب يمثلها ملايين البشر الذين يصل تعدادهم لتعداد دولتين تقوم إحداهما بثورة بينما نتحدث ، وأسقط الدين على ما لايصح إسقاط الدين عليه ، واخطأ خطأ تاريخيا عندما استخدم لفظة غزوة مع انها مصطلح مقصور على الحرب التي تقام بين جيشين قائد احدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تحدث أي معركة بعد وفاته أطلق عليها هذا الاسم ، ثم جعل الذين أخذوا موقفه مع الدين ، وغيرهم خارجون من الملة ، لا أريد ان أخوض في الأمر أكثر من ذلك حتى لا أقع تحت طائلة القانون ، الإلهي أو البشري ، ولكني أتساءل أتظن أنك بماظننت واهما أنه اعتذار قد وحدت “قطبي الأمة!!” ، لقد انتهت منذ زمن بعيد حصانة بعض “المنابر ” ورغم اعتراضنا على التطاول على مقام العالم سواء في الدين أو الدنيا ، إلا انك لن تستطيع ان تمنع شبابا من عمر احفادك ان ينتجوا فيلم كرتون أو أغنية يتندرون فيها على ما تقول .

خلاصة القول أنه آن الأوان ان نجلس في خلوات ، نؤسس لدليل إجراءات حياتنا العامة والمهنية كما نفعل في مؤسساتنا التجارية التي نرتجي لها النجاح ، وإلى أولئك الذين أصبحوا “زبائن” لوسائل الإعلام ، مالهذا تقوم الثورات ، وما هكذا تبنى الأمم .

Posted with WordPress for BlackBerry.

في يوم الأم .. أم الشهيد تسأل .. أين الحقوقيون

للمهتمين من الحقوقيين ، اليوم كنت موجود في وقفة أهالي الشهداء أمام محكمة المنشية ، كان في تصرفات لبعض المحامين ، وجعلوا الناس توقع على عرائض حاولت افهم الناس بتوقع على ايه ماقدرتش أدخل وسطهم ، واختفوا بعد ذلك وبدأوا يسحبوا الأهالي واحد واحد للمحكمة .

الكارثة الأخرى ، تحدث إلينا ضابط جيش برتبة مقدم ، وشرح سبب الإفراج من واقع وجوده لتأمين القاضي كما ذكر والحديث مسجل ، حصل تضارب بين أقوال أهل الضحايا ، وأحدهم اتهم وائل الكومي إنه قتل ابنه في محرم بك في نفس الوقت الذي شهد آخرون بوجوده في مكان آخر متهمينه بقتل آخر ، وطبعا كانت النتيجة إن القاضي أفرج عنهم بضمان محل عملهم
يجب التدخل لأن الناس دي والله تصعب على الكافر، وفي بشر بتركب على كتافهم ، صحيح اليوم جه في الآخر وتحول لغوغائية ، لكن استفذت إن في ناس من اللي بتطلع كثير في الإعلام بعد شوية ممكن يكونوا زي حسني مبارك و حبيب العادلي ، وبدايتهم أقوال لا أفعال محتاجين ننبه الناس دي ومحتاجين ننظم العمل للشهداء ، وبالمناسبة الشهداء مش بس اللي شكلهم حلو في الصور واللي أهلهم شكلهم “ولاد ناس ” كل واحد انصرب برصاصة في أيام الثورة ومات يبقى شهيد ماعدا اللي ماتوا وهم بيسرقوا ولا هربانين من السجن ، أنا باقول الكلام ده ، لأني سمعت من أهالي بعض الشهداء انهم لما بيتكلموا مع حد بيقولولهم “ده شكله سوابق” ، خطيرة جدا عملية تقييم الناس بناء على شكلهم ، الناس دي محتاجة بجد اللي يطبطب عليها ، الناس دي محتاجة اللي يحضنها ، مش يتاجر بدم ولادها ، ووالله أنا كرهت الإعلام اليوم أكثر من أي يوم تاني ، مافيش صحفي واحد جه من الساعة عشرة للساعة ثلاثة ، محتاجين نراجع حاجات كثيرة جدا عشان نبقى بني آدمين ، والناس اللي بتستنى لما تشوف الكاميرات فين وتنط قدامها ياريت يتقوا ربنا في الشهداء ويغوروا في داهية ، لأن أشكالهم بقت تقرف الكلب …

Posted with WordPress for BlackBerry.